الجمعة، 27 مايو 2011

صيف لبنان: تسونامي يهدد العباءة الخضراء

مع اقتراب كل فصل صيف، تبدأ الآحاديث والتكهنات عن عدد السواح الذين سيأتون الى لبنان خاصة وأن هذا الموسم  قد يحمل نسبا عالية اذا ما استقر الوضع الداخلي واستثمر الغليان العربي بنحو ايجابي. وهذا يدل على أن الموسم "ولعان" ولكن هل يتعداه الى الغابات التي تبقت!!!
منذ  بعض السنوات والى الآن تستمر حوادث حرائق الغابات في لبنان حيث التهمت النيران أحراج بلدات عدة محوّلة أشجار الصنوبر والسنديان المعمرة الى رمادٍ في ساعات قليلة
ومع غياب استراتيجية واضحة لمعالجة استمرار مسلسل الحرائق، تدعو اللجنة اللبنانية للوقاية من الحرائق الدولة وجميع الأجهزة المعنية والمواطنين الى اعلان حالة طوارئ بعد تعرض العديد من المناطق اللبنانية الى حرائق ضخمة، حتى يصح القول انها كارثة وطنية بيئية.
غابات خضراء تحولت رماداً، هذه هي حصيلة موسم الصيف الماضي حيث أتت النيران على الأخضر واليابس. وللأسف ان موسم الحرائق في لبنان مستمر حيث يؤدي الضغط المعيشي ببعض الافراد في القرى الى قطع ما تبقى من الاشجار لتحويلها الى فحم للتدفئة في فصل الشتاء خصوصا مع ارتفاع أسعار المازوت، وكأن ألسنة النيران التي التهمت أرضنا في الماضي لم تكفينا.
ان انعدام وعي المواطنين حول خطورة اشعال النيران في الغابات وتركها مشتعلة بالاضافة الى الاهمال في تطبيق قانون الغابات فضلا عن تخاذل المسؤولين المعنيين عن تأدية واجبهم في مراقبة وحماية الاحراج، تدفع لبنان الى حافة التصحر.
أسباب نشوب الحرائق في الغابات
 • اشعال النار من قبل المتنزهين لتحضير الطعام في الغابات.

 • رمي الزجاج والنفايات التي تعكس أشعة الشمس وتساهم في احداث الحريق.
 • رمي السجائر من قبل المتنزهين التي تحرق الأعشاب اليابسة.
 • لهو المتنزهين بالمفرقعات النارية في الغابات.
 • حرق الاشجار المفتعل من قبل تجار الاخشاب ومصنعي الفحم.
 • الارتفاع الشديد في درجات الحرارة خلال فصل الصيف
• لجوء المزارعين إلى حرق الأراضي بهدف تنظيفها، ما يؤدي إلى خروج الحريق عن سيطرتهم. من هنا نشدد على المزارعين ضرورة الحصول على إذن خاص وابلاغ الدفاع المدني قبل المباشرة بأي عمل إذ أن معظم هذه الحرائق تخرج عن  السيطرة وتؤدي إلى خسارة مناطق زراعية هائلة.
لذلك، ومن أجل الوقاية من الحرائق يجب العمل باعادة احياء مهنة النواطير في الاحراج للمراقبة والتنبيه عن اي مخالفة تحصل في الحرج ما يجنب تحول غاباتنا رماداً ويؤمن فرص عمل للشباب في القرى. وهذا قبل
انقراض المناطق الحرجية في لبنان إذ لم تعد تزيد نسبتها عن 10 في المئة كحد أقصى، إذ ما استمر مسلسل الحرائق. كما يجب وضع استراتيجية وطنية لمعالجة هذه الآفة والحد منها واعلان حركة طوارئ لانقاذ ما تبقى من ثروتنا الحرجية. 
وبالنهاية، ان "قانون الغابات" التي وضعته الدولة يجب أن يحترم ويطبق اذ
 ان التطبيق الصارم لقانون الغابات الصادر في 7/1/1949، وحده الكفيل بانقاذ ما تبقى من لبنان الاخضر حيث تنص المادة 106 على أنه لا يجوز لأحد أن يحرق الشوك والعشب والقش وغيره من النبات إلا برخصة من مصلحة الغابات في الأراضي الواقعة على بعد أقل من 500 متر من الغابات وذلك من 1 تموز الى 13 تشرين الأول وعلى أقل من 200 متر في باقي أيام السنة، والى تطبيق المادة 109 من القانون نفسه التي تنص على أنه يمنع الرعي مدة عشرة سنوات على جميع مساحة الغابة المحروقة والمقطوعة أشجارها.