الأحد، 22 يونيو 2014

على خطى المبدعين، مبدعة


الشمس تشرق للذي يرى نقطة وصوله مع انطلاقة خطوته الاولى، هكذا تعلمت من أختي التي أكبرها سنا وتكبرني علما.

عندما دخلت المدرسة لأول مرة، كانت ست الحبايب توصلك يوميا، فكان إعجاب الجميع بتفوق ابنتها طبق التميز اليومي.
لم تنجحي صفاً الا بامتياز وبأداء رائع يضعك في المقدمة كعادتك، فاقترن التفوق باسمك حتى بلوغك التخرج الجامعي.

التميز والتفوق عادتك،
أذكر على سبيل المثال، عندما كنت في صف السادس، كيف أن بعض المعلمات قد أعفوك من المسابقات الشهرية، فيما أصر البعض الآخر على طلب ترفيعك الى صف السابع وذلك لحجم الهوة بينك وبين باقي التلاميذ.
أيضاً، عندما كنت في صف البريفيه، كان استاذ الرياضيات يوزع نسخا من مسابقتك على الجميع كي يصححوا اخطاءهم، حيث لم يستعمل قلمه يوماً الا لكتابة العلامة القصوى على مسابقتك.
وفي مرحلة الثانوية، درجت العادة أن يكون هناك اجتماع للأهل من وقت لآخر،
في احدى المرات، قال المدير لأهلنا حرفيا: " شو عم تعملو هون؟ روحو عالبيت الله معكن، بنتكم استثناء"
أما أغرب مشهد، فهو اتصال مدير الثانوية بك ليعلمك نتيجة الشهادة الثانوية، وقد تفاجأنا بحزنك وببكاءك الشديد عند انتهاء المكالمة، فنظرنا الى بعضنا جميعا بدهشة لا توصف، فكان جوابك " يا عمي نجحت بس كان بدي جيب معدل امتياز"
علما انك كنتي على بعد علامات قليلة.
وفي الجامعة، قال عنك أحد الاساتذة: "يا هيك الشغل والبروجيات تنعمل يا بلا"
ومن المؤكد أن الكلام في اللامحدود، لا محدود......
وهكذا كنت تعتلين درج الابداع والتميز الى حين تخرجك من الجامعة وقد تركت الاثر الطيب عند الجميع.

أختي الحبيبة،
لا يمكن لسحابة أن تمطر دون أن تتعرض لتغيرات مناخية، ودون برق ورعد، فهذه سنة الحياة.
ولا حياة لنا ان كان رسم خط بيانات القلب على نحو مستقيم، فالقلب النابض بالحياة هو الذي يشكل رسما صعودا ونزولا.
كذلك نحن في خياراتنا، علينا أن نتعرض لعوامل الانتقال من نجاح الى نجاح،
وبأن ندفع ثمن تميزنا، فبقدرالتفوق والتميز الذي نريد، تكن الاثمان.
وبقدر اشتداد الضغوطات علينا اكثر، تكن المخرجات اكثر صفاءً وابداعاً.

النجاح يليق بك،
فرحي وفخري ليس بحصولك على شهادة الهندسة، فالمئات قبلك أصبحوا مهندسين، والمئات من بعدك سيصبحون كذلك،
إنما فرحي وفخري هو بصاحبة اليد المبدعة التي تحمل الشهادة وبالقيمة المضافة التي ستضيفنها على عالم الهندسة.
كلنا على يقين بأنه كما كانت مسيرتك رائعة وجميلة سابقا، ستكون أروع وأجمل في مستقبلك المشرق.
فلكل فجر جديد شمس تشرق بعد مغيب، ولفجرنا شمس لا تغيب.

من الروح الى توأمتها،
لو قدّر لي بأن أملك مئة عين لما شاءت أن ترى سواك،
لو قدّر لي بأن أملك مئة أذن لإمتلأت ألحاناً من ترانيم صوتك،
لو قدّر لي بأن أملك مئة قلب لإختارت جميعها أن تكون مسكنك،
لو قدّر لي بأن أعيش في زمان آخر، لتركت زماني وعشت في زمانك.


مع دوام النجاح والاررتقاء
خيك عبدالرحمن



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق