الأربعاء، 29 ديسمبر 2010

*المرأة مستقبل الرجل


    لقد قيل أن المرأة التي تهز السرير بيمينها هي قادرة على أن تهز العالم بيسارها. فأين هي المرأة العربية بشكل عام واللبنانية بشكل خاص من هذا القول؟
    لا شك بأن المرأة أصبح لها شأناً وباتت أكثر تحرراً عما كانت عليه في الماضي، وخاصة في العقد الأخير، أي بعد أن دخلت اتفاقية انشاء منظمة المرأة العربية حيز التنفيذ. ولكن بعد مرور ثماني سنوات لم يطرأ أي تطور ملحوظ على حياة المرأة في مجتمعها الذكوري. فهي الآن منعزلة في المواضيع ذات العلاقة بالجمعيات الخيرية وشبه غائبة عن الحياة السياسية حتى لا نقول غائبة كلياً. ان نسبة المرأة اللبنانية المشاركة في القطاع السياسي لا تتجاوز 3% وهذا أمر مستغرب ومرفوض خاصة وأننا نتغنى بالتنوع والحريات وما الى هنالك من شعارات.
ان الرجل أياًّ كانت خلفيته الثقافية لا يضع الحواجز للمرأة بقدر ما تضعها لنفسها. ولعلّ من أهم المشاكل الغير مباشرة التي تواجهها المرأة  هي كثرة الحديث عن الخوف والقلق وقلة الثقة وما الى ذلك. فهذا بمثاية سلاح ذو حدّين: فمن ناحية يتم تسليط الضوء على معاناتها وطرح المبادرات لحلها، ولكن بالمقابل قد يشكل ردة فعل عكسية على المرأة ذات الثقافة المحدودة ليعمق بداخلها المخاوف التي تعيشها.
الحل يكمن بعدم اختزال المرأة في جسدها، وعدم استعمالها كسلعة واستغلالها في بعض وسائل الاعلام التي تحط من قدر المرأة وقيمتها عن قصد أو غير قصد. ان المرأة اليوم وأعني في كلامي المرأة العصرية تملك مقومات القوة للقيام بثورات ناعمة على عدة صعد تكون كافية لردم الهوة بينها وبين المجتمع الذكوري، وتشكيل الضغط عليه لتعديل وسن القوانين وتمكينها لدعم مسيرتها والوصول الى حقوقها كاملة.
      في النهاية، اذا كانت المرأة تريد الخلاص فعلاً، وجب عليها أن تأخذ المبادرة على عاتقها  الشخصي، وان لا تنتظر الرجل لاشراكها في المجتمع. فهي تملك ما يكفي من الثقافة والذكاء. وان كل ما يلزمها هو المزيد من الاهتمام بالنفس والاندفاع الى الأمام وعدم الاصغاء الى اللذين يحاولون ايهامهن بالعجز. فيكفيها العمل للوصول الى خلق مجتمع حيث لا يكون الوصول فيه على أساس الجنس انما ارتكازاً على القدرة والابداع والتميز.

* كلمة ألقيتها في منتدى المرأة العربية - بيروت

هناك 3 تعليقات:

  1. اتمنآ أن تذكر تحفظاتك، فأنا أعشق العين الناقدة

    ردحذف
  2. اتمنآ أن تذكر تحفظاتك، فأنا أعشق العين الناقدة

    ردحذف