الأربعاء، 29 ديسمبر 2010

عداوة العرب للنقطة مستمرة


...وأخيرا، نجح العالم العربي الذي كان رائدا في عصور أسلافنا  بالوصول الى العالمية متخطيا بذلك الولايات المتحدة ومثيلاتها من الدول العظمى ليدخل بانجازاته -ان صح القول- عالم الابداع، ولكن ليس من بابه العريض هذه المرة!!
فبعد مطالعاتي للكثير من الانجازات العربية، لم أسمح لنفسي بالتعجب ولو لبرهة. فكيف سأسمح لها بذلك ونحن أحفاد أعلام الطب والهندسة والفلك والكثير الكثير.. كيف أسمح لها بالتعجب ان كانت بريطانا مازالت تعتمد تدريس الخطط التكتيكية  في معاهدها العسكرية. فلو عدنا بذاكرتنا الى الوراء لوجدنا أن أجدادنا هم من ابتكروها أول مرة ولجأوا اليها وانتصروا بها على أعدائهم.
ولكن ما حملني على التعجب هو التسابق العربي على صنع أكبر صحن كبسة بطباخين هنود وأكبر صحن حمص وأطول سندويشة وما الى ما هناك من انجازات لا فخر فيها.
من ناحية أخرى، ان اجهدنا أنفسنا قليلا ولو لمرة واحدة ووضعنا نقطة فوق عين " العرب" لوجدنا بأن "الغرب" باشر بصناعة أكبر السفن الحربية، والى صناعة المركبات الفضائية الأكثر تطورا في العالم، والى ايجاد الترياق لكثير من الأمراض الخبيثة والمستعصية.
فهل سألنا أنفسنا ماذا ستكون النتيجة اذا ما قارنا الحمص مع المركبة الفضائية، وصحن الكبسة مع سفينة حربية عملاقة؟؟  
بالتأكيد ستكون النتيجة أكبر بكثير من هذه "النقطة" التي تشكل عبئا ثقيلا على عالمنا العربي مجتمعا!! أليس من الخزي والعار أن نتفاخر بأبراج شيدت بعمالة وأدمغة أجنبية!! حتى الثياب وحاجاتنا الضرورية  اليومية لم نعد قادرين على تأمينها بأنفسنا. أمام هذا الواقع المرير وجب علي أن أنحني لروحك أيها المعلم الكبير جبران خليل جبران لأستذكر منها قولك: " ويل لأمة تلبس مما لا تنسج... وتاكل مما لا تزرع.."  
فان كان الغرب قد نجح بوضع هذه النقطة الصغيرة الكبيرة على عين عالمنا العربي ليطمس بها بصيرته، فماذا فعلنا نحن كي نزيلها ؟
الجواب سهل جدا، لقد تنكرنا لابن سينا ولابن الهيثم وللخوارزمي  والقافلة تكاد لا تنتهي..، وأخذنا مساوئ الغرب من نواد لهو ومرابع ليلية وحانات وما الى هناك من رذائل.   
من بعد ذلك كله، لا بد من طرح السؤال حول حقيقة هذه النقطة التي سمحت لهم بتجاوزنا والعبور بها الى عشرات السنوات للأمام وتكوين عصرهم الذهبي.
من ناحيتي، لقد وجدت الجواب الشافي والكافي ، لقد اعتمدوا على نواة الحياة وأدركوا معناها الحقيقي لأن ما من شيئ من حولك الا ومردوده الى النقطة. أما نحن، فلم نعيها حقا، ولو كنا كذلك ما تخلينا عنها قط والا ما كنا "عرب" الكنية فقط.

هناك تعليقان (2):