الاثنين، 21 نوفمبر 2011

الاستقلال ان حكى

صار عمري 68 ولم أذق مرة حلاوة الاستقلال! لقد انتظرت كثيرا يوم اللقاء، ولكنكم مازلتم تكبلون حريتي بالاصفاد، أصفاد الفساد والتبعية والتخوين. أصفاد لم يستطع المستعمر أن يتحمل تداعيتها، فانجلى وصار عمري 68.
 ومع كل عام يمضي، أحلم  بأن اللبنانيون سيتوحدون وبأن العام المقبل سيكون أفضل وبأن الايام المقبلة ستحمل في طياتها نسمات الربيع. ولكن الطائفية تأبى لتزيد الندبات في شجر الخلود، وتختفي الفصول ويتوالى الخريف عقب الخريف  تماما كما على السلطة تتوالون .
أفيقوا يا أبناء بلدي، واستعدوا لكسر الاصفاد. ألم يكفكم أنكم ما عدتم قادرين على تحمل متطلبات الحياة؟ ألا تسمعون أنين أطفالكم؟ أما اشتاقت الامهات  لأولادها؟ وأنتم أيها الغائبون قصرا ألا يشدكم الحنين الى أرض الآباء وعطر الوطن؟ ألا انتفضتم لكرامتكم المسلوبة؟ ما بالكم تعيشون جميعا في مستنقعات الفتن وتزرعون الاشواك لأولادكم فيما ظلال الأرز وحيدة تنظر في عيونكم من عليائها أن تعودوا لتحضنكم.
عذرا يا أبنائي لأنني أخشى منكم أن تفقدوني ثانية، عذرا لأنني مللت الانتظار، فالجرح طال نزيفه، والدمع يبس فوق الجبال، والسماء ماعادت تتسع الشهداء.