الجمعة، 23 ديسمبر 2011

لوحة عاشق

خيوط ليل تتمايل كمجرى نهر ينساب فوق المناكب
وعيون أبحر الفينيق فيها من دون أشرعة، من دون مراكب
الى أرض السلام، الى مروج نيسان
الى ثغر تفتح وتلاءت بداخله اللآلئ
حورية هي...
حورية هي لو نادتك لارتميت بحضنها كلاجئ
كلامها عذب وصوتها لحن تنشده شفاه وردية
وأناملها تراقص الهوى كرقصة عاشق على آلة موسيقية
أو كعازف تسكره أوتار القانون
فتزيده طربا، ويزيدها هياما كعاشق مجنون
ويزداد الليل في جنونه جنون
ويطول السهر، وتنسى العيون بأن لها جفون

الثلاثاء، 13 ديسمبر 2011

ارحل

ارحل
ارحل فالأرض من تحتك بركان
وماعاد لوجودك أي كيان
اقتل، دمر، شوه ماشئت من أبدان
واملأ صورك على الجدران، وانشر أصنامك في كل مكان
فالموج الغاضب آت...آت لسحق الأوثان
ارحل
لملم قمصان السود، لملم قطعان الجرذان
ماعدت أطيق هواكم، ماعاد جسدي يتقبله كأنه الغثيان
فهو رجعي فاسد يحارب كل الأديان
فآباكم زرعوا الشوك وآبائي  أنا صنعوا الأرجوان
اصبر، قاوم يا وطني، فشعلة حق لا تطفأ تتغذى من روح الانسان
ارحل
فقد أصابك الجنون وماعدت تصغي لأي كان
لا تصغي لترتيلة راهب، لآية شيخ حتى لكلمة فنان
سجنت أبي، قهرت أمي، وهدمت البيت العمران
وشققت البرعم عن غصنه وألبسته الكفن بدلا من زهرة نيسان
ارحل من دون غفران...
عش ذليلا...مت بعيدا...كنافق على أرض النسيان

الخميس، 1 ديسمبر 2011

الخطباء السياسيون في لبنان :أصواتهم تخترق الأحياء الفقيرة لتزيد وجع المحرومين

انه مهرجان سياسي آخر، عنوانه الاحتفال بعيد الاستقلال انما من ورائه توجيه رسالة الى الداخل والخارج. فرسالة الداخل تستهدف الرئيس نجيب ميقاتي وحلفاءه ،حيث جاء المهرجان في عاصمة الشمال وفي قلب مدينته عله يربك الشارع الميقاتي.
أما رسالة الخارج، فهي موجهة الى سوريا وتحديدا الى نظام الرئيس بشار الاسد الذي يواجه ضغوطات خارجية ومعارضة داخلية في الشارع. فكانت الرسالة بتوجيه تحية الى المعارضة السورية من جهة، والى القول إن فريق 14 آذار وتحديدا تيار المستقبل لا يزال يمتلك القاعدة الشعبية الأقوى في الشمال من جهة أخرى.
لكن الوسيلة المستخدمة كما جرت العادة هي اللعب بورقة الشعب. هذه الورقة التي أصرت على أن تكون رهينة بأيدي اللاعبين الكبار الذين ما زالوا يستخدمونها ويراهنون عليها كلما وصلوا الى طريق مسدود داخل أروقة السلطة ،ضاربين عرض الحائط حاجياته ومتطلباته الاساسية.
لم يعد خافيا على أحد أن معظم الطبقة الاجتماعية المتوسطة مهددة بالسقوط الى مستوى الطبقة الفقيرة خاصة مع الارتفاع العشوائي في أسعار المواد الاستهلاكية من دون أي تعديل على زيادة الاجور. فارتفعت تلك الاسعار أضعافا عما ارتفعت عليه عالميا. فنذكر على سبيل المثال أن سعر البيض ارتفع عالميا بنسبة لا تتجاوز ال%2 بينما ارتفعت نسبته في لبنان بما يقارب ال20%. هذا من دون أن ننسى باقي السلع ولاسيما الاولية منها، الامر الذي انعكس سلبا على المواطن وخاصة لجهة عدم قدرته على تحديد مصروفه، حيث ان الاسعار ترتفع بنسب غير مدروسة وبشكل فجائي.
أما اذا نظرنا في وضع الطبقة الفقيرة فهي مزرية للغاية، حيث بات العديد من أفرادها يعيشون تحت مستوى خط الفقر، والبعض الآخر دون عتبة الحد الادنى من الاجور. وبالحديث عن الذين يعيشون تحت خط الفقر،فإن هناك نسبة كبيرة من العاملين في مجال الحرفيات والأقمشة لا تتجاوزأجورهم الشهرية نصف الحد الادنى المتعارف عليه. وكل ذلك يجري في غياب تام للجهات المعنية المختصة.
بالرغم من كل تلك التحديات والصعوبات التي تواجهها الشريحة الكبرى من المجتمع، إلا أن أحدا" لا يكترث بأمرها. فالذين ينادون اليوم بتعزيز قدرات الدولة لخدمة الشعب هم انفسهم كانوا البارحة في السلطة. فعجبا لامر الذين تناسوا أن في الشمال مصفاة يقتصر تشغيلها على جزء بسيط من قدرتها، ومرفأ بحاجة الى التوسيع والتطوير، ومعرض دولي تأخر انجازه لسنوات طوال، ومطار معطل. كل هذه المشاريع وغيرها كانت لتشكل نقلة نوعية لطرابلس والشمال بصورة خاصة وللبنان بشكل عام، علما" أنها توفر فرص عمل للآلاف على كافة الصعد.
لكن على ما يبدو أن هذه المشاريع مجمدة في الوقت الذي يحتاج فيه اللبنانيون الى خلق عشرات آلاف فرص العمل لمواجهة الأزمة المعيشية في ظل مخاوف من ارتفاع معدل التضخم. ففي حديث لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، توقع أن يصل معدل التضخم الى حوالي ال%6 هذا العام بسسب ارتفاع أسعار النفط والسلع الأولية. وتجدر الاشارة الى ان معدل التضخم السنوي في لبنان لعام 2010 بقي دون ال%5.