الخميس، 30 ديسمبر 2010

بلا حدود

أشتاق اليك كشوق المساء لنور القمر
أشتاق اليك
كغابات نخيل ساعة السحر
كشوق خليل ينتظر خله
كشوق جليد لخيوط شمس تدفئه، فتذيبه
كيف لا..
وأنت شرارتي
ومن دونك ما كانت روحي وما كانت حياة
وما كان لقلب متيم أن ينبض
وما كنت أحسست برعشات...
كوني منارتي،
فأنا كغريق يتخبطه موج لا يعرف طريق النجاة
أشتاق اليك... يا ملاكي
لشاطئ عينيك، كي أرقد عليه بسلام
ليديك الحريريتين تداعب شعري
لنعومة أناملك تداعب خدي
لوهج ثغرك يرخي بظلاله على صدري
فتذهب من قلبي الآلام....
أشتاق اليك... يا أميرتي
مع كل نسمة ترافق خطواتي
وفي كل زاوية من شوارع أيامي
لأجلك أصبحت راهبا معتكفا في صومعة حبك
أتعبد، أتهجد، أطوف، وفي محرابك أصلي
داعيا بأن تكوني قدري، وجناحي الثاني
فكيف أعيش بجناح، ان كان للطير جناحان؟

الأربعاء، 29 ديسمبر 2010

*المرأة مستقبل الرجل


    لقد قيل أن المرأة التي تهز السرير بيمينها هي قادرة على أن تهز العالم بيسارها. فأين هي المرأة العربية بشكل عام واللبنانية بشكل خاص من هذا القول؟
    لا شك بأن المرأة أصبح لها شأناً وباتت أكثر تحرراً عما كانت عليه في الماضي، وخاصة في العقد الأخير، أي بعد أن دخلت اتفاقية انشاء منظمة المرأة العربية حيز التنفيذ. ولكن بعد مرور ثماني سنوات لم يطرأ أي تطور ملحوظ على حياة المرأة في مجتمعها الذكوري. فهي الآن منعزلة في المواضيع ذات العلاقة بالجمعيات الخيرية وشبه غائبة عن الحياة السياسية حتى لا نقول غائبة كلياً. ان نسبة المرأة اللبنانية المشاركة في القطاع السياسي لا تتجاوز 3% وهذا أمر مستغرب ومرفوض خاصة وأننا نتغنى بالتنوع والحريات وما الى هنالك من شعارات.
ان الرجل أياًّ كانت خلفيته الثقافية لا يضع الحواجز للمرأة بقدر ما تضعها لنفسها. ولعلّ من أهم المشاكل الغير مباشرة التي تواجهها المرأة  هي كثرة الحديث عن الخوف والقلق وقلة الثقة وما الى ذلك. فهذا بمثاية سلاح ذو حدّين: فمن ناحية يتم تسليط الضوء على معاناتها وطرح المبادرات لحلها، ولكن بالمقابل قد يشكل ردة فعل عكسية على المرأة ذات الثقافة المحدودة ليعمق بداخلها المخاوف التي تعيشها.
الحل يكمن بعدم اختزال المرأة في جسدها، وعدم استعمالها كسلعة واستغلالها في بعض وسائل الاعلام التي تحط من قدر المرأة وقيمتها عن قصد أو غير قصد. ان المرأة اليوم وأعني في كلامي المرأة العصرية تملك مقومات القوة للقيام بثورات ناعمة على عدة صعد تكون كافية لردم الهوة بينها وبين المجتمع الذكوري، وتشكيل الضغط عليه لتعديل وسن القوانين وتمكينها لدعم مسيرتها والوصول الى حقوقها كاملة.
      في النهاية، اذا كانت المرأة تريد الخلاص فعلاً، وجب عليها أن تأخذ المبادرة على عاتقها  الشخصي، وان لا تنتظر الرجل لاشراكها في المجتمع. فهي تملك ما يكفي من الثقافة والذكاء. وان كل ما يلزمها هو المزيد من الاهتمام بالنفس والاندفاع الى الأمام وعدم الاصغاء الى اللذين يحاولون ايهامهن بالعجز. فيكفيها العمل للوصول الى خلق مجتمع حيث لا يكون الوصول فيه على أساس الجنس انما ارتكازاً على القدرة والابداع والتميز.

* كلمة ألقيتها في منتدى المرأة العربية - بيروت

عداوة العرب للنقطة مستمرة


...وأخيرا، نجح العالم العربي الذي كان رائدا في عصور أسلافنا  بالوصول الى العالمية متخطيا بذلك الولايات المتحدة ومثيلاتها من الدول العظمى ليدخل بانجازاته -ان صح القول- عالم الابداع، ولكن ليس من بابه العريض هذه المرة!!
فبعد مطالعاتي للكثير من الانجازات العربية، لم أسمح لنفسي بالتعجب ولو لبرهة. فكيف سأسمح لها بذلك ونحن أحفاد أعلام الطب والهندسة والفلك والكثير الكثير.. كيف أسمح لها بالتعجب ان كانت بريطانا مازالت تعتمد تدريس الخطط التكتيكية  في معاهدها العسكرية. فلو عدنا بذاكرتنا الى الوراء لوجدنا أن أجدادنا هم من ابتكروها أول مرة ولجأوا اليها وانتصروا بها على أعدائهم.
ولكن ما حملني على التعجب هو التسابق العربي على صنع أكبر صحن كبسة بطباخين هنود وأكبر صحن حمص وأطول سندويشة وما الى ما هناك من انجازات لا فخر فيها.
من ناحية أخرى، ان اجهدنا أنفسنا قليلا ولو لمرة واحدة ووضعنا نقطة فوق عين " العرب" لوجدنا بأن "الغرب" باشر بصناعة أكبر السفن الحربية، والى صناعة المركبات الفضائية الأكثر تطورا في العالم، والى ايجاد الترياق لكثير من الأمراض الخبيثة والمستعصية.
فهل سألنا أنفسنا ماذا ستكون النتيجة اذا ما قارنا الحمص مع المركبة الفضائية، وصحن الكبسة مع سفينة حربية عملاقة؟؟  
بالتأكيد ستكون النتيجة أكبر بكثير من هذه "النقطة" التي تشكل عبئا ثقيلا على عالمنا العربي مجتمعا!! أليس من الخزي والعار أن نتفاخر بأبراج شيدت بعمالة وأدمغة أجنبية!! حتى الثياب وحاجاتنا الضرورية  اليومية لم نعد قادرين على تأمينها بأنفسنا. أمام هذا الواقع المرير وجب علي أن أنحني لروحك أيها المعلم الكبير جبران خليل جبران لأستذكر منها قولك: " ويل لأمة تلبس مما لا تنسج... وتاكل مما لا تزرع.."  
فان كان الغرب قد نجح بوضع هذه النقطة الصغيرة الكبيرة على عين عالمنا العربي ليطمس بها بصيرته، فماذا فعلنا نحن كي نزيلها ؟
الجواب سهل جدا، لقد تنكرنا لابن سينا ولابن الهيثم وللخوارزمي  والقافلة تكاد لا تنتهي..، وأخذنا مساوئ الغرب من نواد لهو ومرابع ليلية وحانات وما الى هناك من رذائل.   
من بعد ذلك كله، لا بد من طرح السؤال حول حقيقة هذه النقطة التي سمحت لهم بتجاوزنا والعبور بها الى عشرات السنوات للأمام وتكوين عصرهم الذهبي.
من ناحيتي، لقد وجدت الجواب الشافي والكافي ، لقد اعتمدوا على نواة الحياة وأدركوا معناها الحقيقي لأن ما من شيئ من حولك الا ومردوده الى النقطة. أما نحن، فلم نعيها حقا، ولو كنا كذلك ما تخلينا عنها قط والا ما كنا "عرب" الكنية فقط.

الاثنين، 27 ديسمبر 2010

كما نكون يولى علينا

مر الخليفة عبد الملك بن مروان على عجوز، فسألته لما؟ فأجاب كما.
فاذا عرفنا ذلك، يجب علينا أن ندرك بأن الشعب العربي بأكثريته المطلقة- لكي لا نعمم- لا يستحق الا مثل "هذه" الحكام الظالمة. فليس بزمن بعيد عندما قامت الدنيا ولم تقعد على اثر حدث رياضي كان الأجدر أن يعكس الصورة الثقافية والأخلاقية على غرار مثيلاتها التي تحدث في العالم كافة. لكن هذا الحدث -العظيم - ما لبث أن تحول الى خلاف حاد بين الدولتين وأعقبه سحب السفراء والتظاهرات وحرق الأعلام. أضف الى ذلك أن زعيم اجدى تلك الدول وهو- عربي- دعا الى انعقاد طارئ على مستوى السياسي والأمني لبحث سبل المواجهة والتصدي للاعتداءات، عندها ظننت أن تحرير الأراضي العربية سيتم خلال 24ساعة وأن القدس ستبقى عاصمة عربية وبأن الأقصى عاد الى سابق عهده وبأن شعلة الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) والناصر صلاح الدين الأيوبي ما زالت في أيد أمينة!!! لكن للأسف كان هذا مجرد حلم لم يسمحوا لي بأن أتابعه فكان كلمح البصر. والأعجب من هذا كله، أن الدولتان المتنازعتان هما -دولتان عربيتان- والسبب القاهر لم يكن مس بكرامة الدول وسيادتها، بل كان نتيجة فوز فريق على -شقيقه - الفريق الآخر!! أما والأقصى يدنس ويهدم، والناس تطرد من أملاكها، والأطفال تيتم والنساء تغتصب والشباب يسجن وكبار السن تهان و.... لا أحد يحرك ساكن!!! هنيئا لنا بأنفسنا فكما نكون يولى علينا.

الأحد، 26 ديسمبر 2010

لن أعيش أسيرا في وطني

ما بالك أيها اللبناني الحر الذي رفضت على مدى الأزمان العيش مقموعا معذبا؟ لماذا استهونت وآثرت الرضوخ تحت حكم زمرة من قطاع الطرق؟ تذكر أن أجدادك قد أحرقوا أنفسهم وبيوتهم وكل ما حولهم كي لا يقعوا تحت رجز الأعداء. ولكن شتان ما بين الاجداد والأحفاد!! فالمسافة أبعد بكثير من أن تقاس بزمن أو بتاريخ.

ها نحن اليوم نعيش تحت حكم الذئاب التي لا تعرف البشرية الا عند افتراسها، لا  بل أصبحت هي الآمرة الناهية آخذة وطني الجريح الى أوكارها ضاربة بعرض الحائط كل الشرائع والقيم. لم يكفهم التدمير والتهويل، ولم يكفهم الاعتداء على الآمنين وترويعهم، فوصلت بهم الوقاحة الى استنزاف وطني الأخضر وتحويله من جنة خلقها الله على أرضه الى صحراء  لارضاء شياطينهم ذات العمائم السوداء. لقد حاولوا تمزيق الوطن  وتقطيع أوصاله لعزله، ولكن ارادة الحياة هي دائما أقوى من غطرستهم وأشرف وأطهر من ملذاتهم الوحشية الدنيئة. وبعد ذلك كله، بدأوا يطالعوننا منذ أيام - أي كما جرت عاداتهم المشبوهة عند كل نقطة مصيرية- بتحديات ومعادلات جديدة واضعين المزيد والمزيد من الحواجز أمام البلد واهمين أنفسهم بأنهم قادرون على تحديد الوقت والامساك بالزمن. والأكثر من ذلك، أنهم يشيعون أجواء التهديد والوعيد ويحذرون من تدمير البلد في حال عدم الرضوخ.

لهذه المجموعة أتوجه فأقول: تعالوا الى كلمة سواء تكون جامعة موحدة للعيش بسلام في وطن السلام الذي مل الدمار والخوف والرعب والاقتتال. تعالوا لنتعاون لاصلاح ما خربت أيادي الغدر، ونقود بلدنا كسفينة الفينيق تحمل رايات السلام والعلم والتقدم والرقي الى كل بلاد العالم. وحذار حذار ان لم تفعلوا لأن أصحاب الحقوق لن يترأفوا بكم، وسيسوقونكم الى محكمة العدل فتحل عليكم لعنة التاريخ الى أبد الآبدين.